اســـــم الفاعل
تعريفـه :
اسم مشتق من الفعل المبني للمعلوم للدلالة على وصف من فعل الفعل على وجه الحدوث .
مثل : كتب – كاتب ، جلس – جالس ، اجتهد – مُجتهد ، استمع – مُستمع .
صوغه : يصاغ اسم الفاعل على النحو التالي :
1 ـ من الفعل الثلاثي على وزن فاعل :
نحو : ضرب - ضارب ، وقف - واقف ، أخذ - آخذ ، قال - قائل ، بغى - باغ ، أتى - آت ، رمى - رام ، وقى - واق .
ومنه قوله تعالى : { رب اجعل هذا البلد آمناً } 126 البقرة .
وقوله تعالى : { ربنا ما خلقت هذا باطلاً } 191 آل عمران .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف " أجوف " تقلب ألفه همزة مثل : قال – قائل ، نام – نائم .
ومنه قوله تعالى : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } 19 الذاريات .
أما إذا كان معتل الوسط بالواو أو بالياء فلا تتغير عينه في اسم الفاعل .
مثل : حول – حاول ، حيد – حايد .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " فإن اسم الفاعل ينطبق عليه ما ينطبق على الاسم المنقوص . أي تحذف ياؤه الأخيرة في حالتي الرفع والجر ، وتبقى في حالة النصب .
مثل : هذا رام ، ومررت برام ، ورأيت رامياً .
ومنه قوله تعالى في حالة الرفع : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باقٍ } 96 النحل .
وقوله تعالى في حالة الجر : { فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه } 173 البقرة .
وقوله تعالى في حالة النصب : { وما كنت ثاوياً في أهل مدين } 45 القصص .
2 ـ من الفعل المزيد :
يصاغ اسم الفاعل من الفعل غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وكسر ما قبل الآخر .
مثل : طمأن – مُطمئِن ، انكسر - مُنكسِر ، استعمل – مُستعمِل .
ومنه قوله تعالى : { ولعبدٌ مُؤمِن خيرٌ من مُشرِك } 221 البقرة .
وقوله تعالى : { السماء مُنفطِرٌ به } 18 الأحزاب .
وقوله تعالى : { اهدنا الصراط المُستقيم } 6 الفاتحة .
عمل اسم الفاعل :
يعمل اسم الفاعل عمل فعله ، فهو يرفع الفاعل إذا كان فعله لازما ، ويرفع الفاعل وينصب المفعول به إذا كان الفعل متعديا .
ويعمل لازما ومتعديا بأحد شرطين :
1 ـ أن يكون معرفا بأل ، سواء اعتمد على نفي أو استفهام ، أم لم يعتمد .
نحو : أقبل الحافظ ودّك ، والشاكر نعمتك ، وحضر المتقن صنعته .
ومنه قوله تعالى { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } 162 النساء .
وقوله تعالى : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } 34 آل عمران .
ومنه قول تميم بن أبي مقبل :
يا عين بكّي حنيفا راس حيّهم الكاسرين القنا في عورة الدبر
2 ـ إذا لم يكن معرفا بال عمل بشرطين :
أ ـ أن يدل على الحال ، أو الاستقبال لا للماضي .
ب ـ أن يعتمد على استفهام ، أو نفي ، أو مبتدأ ، أو موصوف ، أو حال .
أما دلالة اسم الفاعل على الحال أو الاستقبال تكون على النحو التالي :
مثال دلالته على الحال : القاطرة نازل ركابها .
ولا يجوز أن نقول : محمد شاكر معلمه أمس .
ومنه قوله تعالى : { فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك } 12 هود .
إلا إذا دخلت على اسم الفاعل " أل " .
نحو : جاء الشاكر معلمه أمس .
ومثال دلالته على الاستقبال : محمد محضر الواجب ، حافظ القصيدة غدا .
ومنه قوله تعالى : { فالمالئون منها البطون } 53 الواقعة .
وقوله تعالى : { ولا مولود هو جازٍ عن والده شيئا } 33 لقمان .
أما اعتماده على استفهام فنحو :
أمقدر أنت قيمة الأمانة ، وهل كاتب الطالب الدرس .
ومنه قول الشاعر :
أقاطنٌ قوم سلمى أم نووا ضعنا أن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا
ومنه قول الآخر :
" أمنجز أنت وعدا وثقتُ به "
واعتماده على نفي نحو : ما شاكر أخوك المحسن إليه ، وما قادم أخي من السفر .
ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } 2 المائدة .
ومثال المبتدأ ، وما أصله مبتدأ : الحقُ قاطعُ سيفُهُ الباطلَ .
ومنه قوله تعالى : { والله مخرج ما كنتم تكتمون } 73 البقرة .
ومثال المعتمد على ما أصله المبتدأ : إن محمدا شاكر أخاك .
ومنه قوله تعالى : { ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون } 32 النمل .
وقوله تعالى : { إني جاعل في الأرض خليفة } 30 البقرة .
ومنه قول امرئ القيس :
إني بحبلكَ واصل حبلي وبريش نَبلك رائش نَبلي
ومنه قول الأحوص الرياحي :
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا ناعيا إلا ببين غرابها
ومثال المعتمد على الموصوف : أقبل رجلٌ متوشحٌ سيفَهُ .
ومنه قوله تعالى : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } 69 النحل .
ومثال اسم الفاعل الواقع حالا : أقبل علي متهللا وجهه .
ومنه قوله تعالى : { وادعوه مخلصين له الدين } 29 الأعراف .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ يستعمل اسم الفاعل مفرداً ومثنى وجمعاً ، مذكراً ومؤنثاً .
مثال المفرد المذكر قوله تعالى : { فإن أجل الله لآت } 5 العنكبوت .
ومثال المفرد المؤنث قوله تعالى : { وإن الساعة لآتية } 85 الحجر .
ومثال المثنى المذكر قوله تعالى : { وسخر لكم الشمس والقمر دائبين } 33 إبراهيم .
ومثال المثنى المؤنث قوله تعالى : { وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا } 9 الحجرات .
ومثال الجمع المذكر قوله تعالى : { قال لا أحب الآفلين } 76 الأنعام .
ومثال جمع المؤنث قوله تعالى : { والباقيات الصالحات خير عند ربك } 46 الكهف .
2 ـ إن كان الحرف الذي قبل الآخر في الفعل المزيد ألفاً فإنه يبقى كما هو في اسم الفاعل .
مثل : انحاز منحاز ، اختار مختار ، احتار محتار ، انقاد منقاد .
أما الوزن فلا يتغير وهو " مُفتعِل " لأن أصل الأفعال السابقة كالآتي :
انحاز ينحيز ، اختار يختير . . . وهكذا ، فالكسر فيها مقدر فكأننا قلنا : منحيز ومختير .
3 ـ ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على غير القياس .
مثل : احصن – مُحصَن ، واسهب – مُسهَب ، وانبثَّ – مُنبَث . وذلك بفتح ما قبل الآخر .
ومنه قوله تعالى : { فكانت هباءً مُنبَثاً } 6 الواقعة ، والأصل فيها الكسر .
4 ـ كما ورد اسم الفاعل من بعض الأفعال المزيدة على وزن فاعل شذوذاً .
مثل : أينع يانع ، أمحل ماحل ، أيفع يافع ، أورد وارد ، أصدر صادر .
ومنه قول الشاعر :
ثم أصدرناهما في وارد صادر وَهْمٍ ، صُوَاه قد مَثَلْ (1 )
والأصل في أسماء الفاعلين السابقة : مُينع ، مُمحل ، مُورد ، مُصدِر ، لكن المسموع منها أفضل من المقيس .
5 ـ قد يضاف اسم الفاعل المتصل بأل الموصولة .
نحو : وصل المنقذُ الطفلِ من الغرق .
وقد شبه العرب هذا التعبير بقولهم : جاء الحسن الوجهِ .
وإن كان ليس مثله في المعنى .
ومثال مجيء اسم الفاعل المعرف بال المضاف إلى معموله قول المرار الأسدي :
أنا ابن التارك البكري بشر عليه الطير ترقبه وقوعا
فالبكري مفعول به للتارك ، واضيف إليه تخفبفا .
ومنه قول الأعشى :
الواهبُ المائةِ الهجانِ وعبدِها عُوذا ترجي بينها أطفالها
6 ـ يجوز أن يكون الاستفهام والنفي والمبتدأ والموصوف مقدرا ، وهو كالملفوظ به .
نحو : واصل أخوك أصدقاءه أم قاطعهم .
فاسم الفاعل واصل معتمد على استفهام مقدر بدليل وجود أم المتصلة ، لأنها لا تأتي إلا في سياق الاستفهام ، وأصل الكلام أواصل أخوك . . .ألخ .
ومثال المعتمد على وصف محذوف قول الأعشى :
كناطحٍ صخرةً يوما ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
7 ـ ذكر بعض النحويين أن من شروط عمل اسم الفاعل المجرد من " أل "
ألا يكون مصغرا ولا موصوفا لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية .
وقيل المصغر إن لم يحفظ له مكبر جاز عمله كما في قول الشاعر :
" تَرَقرَقُ في الأيدي كُمَيْتٌ عصيرُها "
فقد رفع " عصيرها " بكميت فاعلا له .
8 ـ الثبوت والحدوث في اسم الفاعل :
" والوجه عندنا أن اسم الفاعل بناء ودلالة متلازمان لا يتخلفان ، وأن هذه الدلالة ذات شقين شق يفيد الحدوث ، وشق آخر يفيد الثبوت ، سواء أكان ثبوتا استمراريا لا يمكن انفكاكه :
كطويل الأنف ، وعريض الحواجب ، وواسع الفم .
أم يمكن انفكاكه كحسن الوجه ، ونقي الثغر ، وطاهر العرض .
وسواء أكان ثبوتا استمراريا من غير تخلل : كحسن الوجه ، أم مع التخلل نحو : متقلب الخاطر.
ولا يجوز التعويل على شق دون شق في تقرير حقيقة اسم الفاعل ، ومعنى ذلك " توحيد بابي اسم الفاعل والصفة المشبهة في باب واحد وهو : اسم الفاعل باعتبار أن الصفة المشبهة فرع من فروع اسم الفاعل .
9 ـ اسم الفاعل يطلق ويراد به الحدوث أو الثبوت ، وان الصفة المشبهة تطلق ويراد بها الدلالة على الثبوت غالبا ، والحدوث فيها طارئ كما ينص الاستعمال اللغوي على ذلك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة في اسم الفاعل للإمام أحمد بن قاسم العبادي تحقيق الدكتور محمد حسن عواد ص 20 .
10 ـ إن اسم الفاعل إذا أريد به الحال أو الاستقبال ، وكان مضافا غير معرف بأل ، فالإضافة فيه أصل لا فرع ، والتنوين غير مقدر فيه ، والدليل على ذلك أنه قرئ بالوجهين بالتنوين والنون وبالإضافة :
قوله تعالى : { كل نفس ذائقة الموت }1 .
وقوله تعالى : { إن الله بالغ أمره }2 .
وقوله تعالى : { إنما أنت منذر من يخشاها }3 .
وقوله تعالى : { وما كنت متخذا المضلين عضدا }4 .
وقوله تعالى : { إنكم لذائقو العذاب }5 .
ــــــــــــ
1 ـ 185 آل عمران . 2 ـ 3 الطلاق .
3 ـ 145 البقرة . 4 ـ 52 الكهف .
5 ـ 38 الصافات .
11 ـ إن اسم الفاعل إذا أضيف ، وكان دالا على الحال أو الاستقبال ، وكان مجردا من أل هو اسم نكرة توصف به النكرة كما في :
قوله تعالى : { ويحكم به ذوو عدل منكم هديا بالغ الكعبة }1 .
وقوله تعالى : { قالوا هذا عارض ممطرنا }2 .
وقوله تعالى : { فلما رأوه عاراضا مستقبلا أوديتهم }3 .
مع مراعاة إمكان تأويل الآيات تأولا لا يلزم به نعت النكرة بالمعرفة مع الإبقاء على كون اسم الفاعل في الآيات السابقة معرفة (4) .
ـــــــــــــ
1 ، 2 ـ 24 الأحقاف . 3 ـ 185 آل عمران .
4 ـ انظر الحاشية على شرح الفاكهي ج2 ص136، 137 .
12 ـ اختلف النحويون حول عمل اسم الفاعل في الضمير المتصل به يقول سيبويه : " وإذا قلت هم الضاربوك ، وهما الضارباك فالوجه فيه الجر ، لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر " .
وقد علق المبرد والرماني على قول سيبويه ، بأنه حمل عمل اسم الفاعل في الضمير على عمله في الاسم الظاهر . وأكد ابن هشام في أوضح المسال ما قال به سيبويه ، فالضمير في قولهم الضاربك يكون منصوبا ، لأن اسم الفاعل معرفا بأل ، وهو مجرور في قولهم ضاربك لأنه تجرد من أل وغير معتمد على نفي أو استفهام وغيرها .
غير أن بعض النحويين المعاصرين يرى أن الضمير المتصل باسم الفاعل يكون في موضع نصب تارة ، وفي موضع جر تارة أخرى دون أن يلزم اتصال اسم الفاعل بأل أو يكون معتمدا ، وذكر بعض مواضع النص في قوله تعالى : { إني جاعلك للناس إماما }1 .
وقوله تعالى : { إنا منجوك وأهلك }2 .
فنصب إمام ، واهلك دليل على نصب الضمير في الآيتين ، ولا يصح تأول النصب بفعل مقدر لأن الأصل عدم التقدير إلا إذا دعت ضرورة ملجئة إليه (3) .
ـــــــــــــــ
1 ـ 97 العنكبوت . 2 ـ 234 البقرة .
3 ـ شرح الكافية ج1 ص 116 .
اســـــم المفعول
تعريفـه :
اسم يشتق من الفعل المبني للمجهول للدلالة على وصف من يقع عليه الفعل .
مثل : ضُرب مضروب ، أُكل مأكول ، شُرب مشروب ، بُث مبثوث ، وُعد موعود ، أُتى مأتي ، رُجي مرجي ، مُلئ مملوء .
صيغـه :
لا يصاغ إلا من الأفعال المتعدية المتصرفة على النحو التالي :
1 ـ من الثلاثي على وزن مفعول .
كما في الأمثلة السابقة . ومنه : الحق صوته مسموع .
والشاي مشروب لذيذ الطعم .
ونحو قوله تعالى : { فجعلهم كعصف مأكول } 5 الفيل .
وقوله تعالى : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } 4 القارعة .
فإن كان الفعل معتل الوسط بالألف فإنه يحدث فيه إعلال تقتضيه القواعد الصرفية ، فيكون اسم المفعول من الفعل قال : مقول ، وباع : مبيع .
ومما سبق يتبع في أخذ اسم المفعول من الأفعال المعتلة الوسط الآتي :
نأخذ الفعل المضارع من الفعل المراد اشتقاق اسم المفعول منه ثم نحذف حرف المضارعة ونستبدلها بالميم .
مثل : قال يقول مقول ، باع يبيع مبيع .
ومنه قوله تعالى : { فتلقى في جهنم ملوماً مدحوراً } 39 الإسراء .
وقوله تعالى : { وبئر معطلة وقصرٍ مشيد } 45 الحج .
فإن كان وسط المضارع ألفاً ترد في اسم المفعول إلى أصلها الواو أو الياء .
مثل : خاف يخاف مخوف ، فالألف أصلها الواو لأن مصدرها " الخوف " .
وهاب يهاب مهيب ، فالألف أصلها الياء لأن مصدرها " الهيبة " .
وإن كان الفعل معتل الآخر " ناقصاً " نأتي بالمضارع منه ثم نحذف حرف المضارعة ونضع مكانها ميماً مفتوحة ونضعف الحرف الأخير الذي هو حرف العلة سواء أكان أصله واواً أو ياءً أو ألفاً .
مثل : دعا يدعو مدعوّ ، رجا يرجو مرجوّ ، رمى يرمي مرميّ ، سعى يسعى مسعيّ .
ومنه قوله تعالى : { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً قبل هذا } 62 هود .
وقوله تعالى : { قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسيّاً } 23 مريم .
2 ـ ويصاغ من غير الثلاثي " المزيد " على وزن الفعل المضارع مع إبدال حرف المضارعة ميماً مضمومة وفتح ما قبل الآخر .
مثل : أنزل ينزل مُنزَل ، انطلق ينطلق مُنطلَق ، انحاز ينحاز مُنحاز ، استعمل يستعمل مُستعمَل .
ومنه قوله تعالى : { وإنك لمن المُرسَلين } 252 البقرة .
وقوله تعالى : { هذا مُغتسَلٌ باردٌ وشراب } 42 ص .
وقوله تعالى : { وأنفقوا مما جعلكم مُستخلَفين فيه } 7 الحديد .
فـوائـد وتنبيهات:
1 ـ إذا كان الفعل لازماً يصح اشتقاق اسم المفعول منه حسب القواعد السابقة بشرط استعمال شبه الجملة " الجار والمجرور أو الظرف " مع الفعل ، وقد يصح المصدر أيضاً .
مثال : ذهب به – مذهوب به ، سافر يوم الخميس – ما مُسافَرٌ يوم الخميس .
ومنه قوله تعالى : { جناتِ عدن مفتحة لهم الأبواب } 50 ص .
ومثال استعمال المصدر مع اسم مفعول الفعل اللازم : العلم مُنتفَع انتفاع عظيم به .
2 ـ وردت أوزان أخرى بمعنى اسم المفعول ولكنها ليست على وزنه أشهرها :
أ ـ فَعْل ، كقوله تعالى :{ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً}245 البقرة ، قرض بمعنى : مقروض.
ب ـ فِعْل ، مثل : ذبح بمعنى مذبوح ، وطحْن بمعنى مطحون .
ومنه قوله تعالى : { ويقولون حجراً محجوراً } 22 الفرقان .
وقوله تعالى : { هم أحسن أثاثاً ورئياً } 74 مريم .
ج - فَعَل ، مثل : سلب بمعنى مسلوب ، وعدد بمعنى معدود .
ومنه قوله تعالى : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصبُ جهنم } 98 الأنبياء ، حصب بمعنى : محصوب .
ومنه قوله تعالى : { قل أعوذ برب الفلق } 1 الفلق ، الفلق بمعنى المفلوق .
د – فُعلة ، مثل : مضغة بمعنى ممضوغ ، أكلة بمعنى مأكول .
ومنه قوله تعالى : { ثم من علقة ثم من مضغة } 5 الحج .
هـ- فَعُولة ، مثل : حلوبة وركوبة بمعنى محلوبة ومركوبة .
وفعول ، نحو قوله تعالى : { وذللناها لهم فمنها رَكُوبهم } 72 يس ، ركوبة بمعنى : مركوبة .
وقوله تعالى : { وآتينا داود زَبُوراً } 163 النساء ، زبور بمعنى : مزبور .
و – فعيل ، مثل : ذبيح بمعنى مذبوح ، وقتيل بمعنى مقتول .
ومنه قوله تعالى : { وما هو على الغيب بضنين } 24 التكوير ، ضنين بمعنى : مضنون .
وقوله تعالى : { منها قائم وحصيد } 100 هود ، حصيد بمعنى : محصود .
وخلاصة القول في " فعيل " أن كل فعل سمع له " فعيل " بمعنى فاعل لا يؤخذ منه " فعيل " بمعنى مفعول وما لم يسمع منه يؤخذ منه كما في الأمثلة السابقة .
ومما ينبغي معرفته أن جميع الأوزان السابقة ما هي إلا مصادر جاءت بمعنى اسم مفعول .
عمل اسم المفعول :
يعمل اسم المفعول بالشروط التي عمل بها اسم الفاعل عمل الفعل ، فيرفع نائباً للفاعل .
مثل : المعلم مشكور فضله . ونحو : أمكسو الفقيرُ ثوباً .
ومنه قوله تعالى : { ذلك يوم مجموع له الناس } 103 هود .
شـروط عمـله :
1 ـ أن يكون معرفاً بأل ، مثل : فاز المقطوعة يده . يده نائب فاعل .
ونحو : إن الأجيال المستثمر عملها في خدمة الوطن لهي جديرة بالخلود .
فإذا لم يكن معرفاً بأل يشترط فيه شرطان هما :
أ – أن يدل على الحال أو الاستقبال ، مثل : الضعيف مهضوم حقه .
ب – أن يعتمد على نفي أو استفهام أو ما أصله المبتدأ أو موصوف أو حال .
مثل : ما محمود الكذب .
أمذموم أخوك .
أنت محروم ثمرة عملك .
إنك موفور جانبك .
هذا مسكين مهدودة قوته .
وصل الفارس مكسورة قدمه .
فـوائـد وتنبيهات :
1 ـ ورد اسم مفعول من الفعل المزيد بالهمزة " أفعل " على وزن مفعول لغير القياس .
مثل : أضعف الشيء ، فهو مضعوف .
وأزكمه الله ، فهو مزكوم .
وأسعدك الله ، فأنت مسعود .
2 ـ وقع التبادل بين المصدر واسم المفعول فورد المصدر بزنة اسم المفعول وهو قليل .
مثل : ميسور ومعسور ومعقول ومفتون .
ومنه قوله تعالى : { بأيّكم المفتون } 6 القلم .
وقد يرد المصدر بمعنى اسم المفعول .
نحو : هذا شربك وأكلك . بمعنى : مشروبك ومأكولك .
وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه .
3 ـ هناك بعض الألفاظ التي تصلح ـ بحسب موقعها ـ لاسمي الفاعل والمفعول ، ويتعين نوعها من خلال معناها .
مثل : ممتد ، مسلوك ، مختار ، محتل ، مطروق ، منجاب ، منصب .
فإن قلت : هذا طريق ممتد مسافة طويلة ، كان ممتد بمعنى ممدود .
ومثله : وصل القائد المختار ، أي الذي اختاره الناس فهو اسم مفعول .
وإن قلت : أنت مختار ما يناسبك ، فمختار اسم فاعل وأصلها على وزن مُفتعِل .
- المرفقات
- اســـــم الفاعل.doc
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (70 Ko) عدد مرات التنزيل 6
عدل سابقا من قبل النـــورس في 14.04.10 23:03 عدل 1 مرات