قصيدة مهداة لأسد الاقصى الشيخ : رائد صلاح
___________________________________________
قَصيدَةٌ مُهْداةٌ إِلى شَيْخِنا ، شَيْخِ الْأَقْصى وَبَيْتِ الْـمَقْدِسِ وَأَكْنافِهِ ، الشَّيْخِ رائِدَ صَلاحٍ ، حَفِظَهُ الله وَحَـمـاه ، وَعَجَّلَ فَكَّ قَيْدِهِ وَأَعَزَّهُ وَنَصَرَهُ نَصْرًا مُؤَزِّرًا .
*****
اَلْفَجْرُ دانٍ وَجَيْشُ اللَّيْلِ مُنْدَحِرُ ** ما دامَ مِثْلُكَ فينا أَيُّها الْقَمَرُ
أَنَرْتَ عَتْمَتَنا بِالنُّورِ فَانْصَدَعَتْ ** لِلْبَغْيِ أَعْمِدَةٌ وَانْهَدَّ ما عَمَروا
حَـمـاكَ رَبُّكَ ، حُرًّا ، رائِدًا ، أَسَدًا ** أَنْتَ الْأَعَزُّ وَمَنْ عاداكَ مُنْدَثِرُ
ظَنُّوا بِسَجْنِكَ صَوْتُ الْـحَقِّ يَرْهَبُهُمْ ** وَجاءَ رَدُّكَ كَالْاِعْصارِ فَانْعَقَروا
الله أَكْبَرُ دَوَّى الصَّوْتُ ، أَرْعَبَهُمْ ** وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فَقَدْ غَشَّاهُمُ الْكَدَرُ
وَالْقُدْسُ تَضْحَكُ وَالْأَقْصى وَصَخْرَتُها ** هَبَّتْ قِيامَتُها تَـمْحو لِـمـا سَطَروا
فَباطِلُ الْبَغْيِ مَهْزومٌ وَمُنْخَسِفٌ ** وَما يُشادُ بِبَغْيٍ واهِنٌ نَخِرُ
قالوا : الْعَدالَةُ تُرْجى فـي مَـحاكِمِهِمْ ** قُلْنا : الْعَدالَةُ تَقْضي نَسْفَ ما بَذَروا
فَالْـخُبْثُ طينَتُهُمْ وَالْـمَكْرُ شيمَتُهُمْ ** وَالْـجَوْرُ ميرَتُهُمْ ، وَالْفَرْعُ مُقْتَفِرُ
وَذاكَ دُسْتورُهُمْ يَـحْكي مَفاخِرَهُمْ ** قَتْلًا وَتَشْريدَ مَنْ بِالْـحَقِّ قَدْ جَهَروا
وَالْـحَقُّ يَقْضي بِأَنَّ الْقُدْسَ باقِيَةٌ ** لِأَهْلِها ، لا لِـمَنْ يَسْطو وَيَسْتَطِرُ
وَالْـحَقُّ يَقْضي بِأَنَّ الْقُدْسَ عائِدَةٌ ** حَتْمًـا لِأُمَّتِنا ، وَالْـحَقُّ مُنْتَصِرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ جوري جَوْرَ فَرْعَنَةٍ ** سَيَعْصِفُ الْـحَقُّ لا يُبْقي ولا يَذَرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ هٰذي الْقُدْسُ مُذْ خُلِقَتْ ** تَنْفي وَتَطْرُدُ لِلْمُحْتَلِّ فَاعْتَبِروا
كَمْ قَدْ هَدَمْتُمْ بِلا حَقٍّ مَنازِلَنا ** وَكَمْ طَرَدْتُمْ مِنَ الْأَهْلينَ ، فَادَّكِروا
وَكَمْ قَتَلْتُمْ صِغارًا دونَ مَرْحَـمَةٍ ** وَكَمْ فَتًى وَفَتاةٍ ، فَالثَّرى نَظَرُ
وَكَمْ سَجينٍ قَضى فـي السِّجْنِ مُـحْتَسِبًا ** وَأَسْلَمَ الرُّوحَ ، لَيْسَتْ تَكْذِبُ الْـجُدُرُ
تِلْكَ الْبُيوتُ الَّتي فـي الْقُدْسِ قَدْ هُدِمَتْ ** بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَأَيْنَ الْعَدْلُ يا أَشِرُ
أَوامِرُ الْـهَدْمِ تِنِّينٌ بِلا شَبَعٍ ** بَعْضُ الْبُيوتِ هَوَتْ وَالْبَعْضُ يَنْتَظِرُ
وَصارَتِ الْأَرْضُ فَرْشًا وَالسَّمـاءُ غِطًا ** وَالسِّجْنُ قَدْ ضاقَ وَالتَّغْريمُ يَعْتَصِرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ بِالْاِرْهابِ قَدْ رُفِعَتْ ** زَمانُ عِزِّكِ وَلَّـى فَهْوَ مُنْبَتِرُ
اَلْعَبْدُ فيكِ عَلا وَالْـحُرُّ فيكِ هَوى ** وَالْأُسْدُ قَدْ بُقِرَتْ وَاسْتَأْسَدَ الْبَقَرُ
وَذي بَشائِرُ وَالْأَيَّامُ شاهِدَةٌ ** وَشِدَّةُ الْعَتْمِ تُنْبي أَنْ سَيَنْدَحِرُ
*******
يا رائِدَ الرَّكْبِ بِالْقُرْآنِ فـي زَمَنٍ ** باعَ الزَّعامَةُ قُرْآنًا وَقَدْ كَفَروا
وَشُوِّهَ الدِّينُ مِنْ جِلْفٍ فَقيرِ حِجًى ** وَبِالرَّذائِلِ وَالْفَحْشاءِ يَأْتَزِرُ
عَدُوِّ بَأْسٍ وَتَـحْريرٍ وَرايَتِهِ ** حَليفِ كَأْسٍ وَمِزْمارٍ وَمَنْ زَمَروا
يَنْهى وَيَأْمُرُ ما تُـمْلي بِطانَتُهُ ** وَبِالْـحَليفَةِ خَلْفَ الْبَحْرِ يَأْتَـمِرُ
وَلا تُقَصِّرُ فـي وَعْظٍ حَليفَتُهُ ** وَمِنْ مَواعِظِها ، ذا الشَّرْقُ يَنْتَحِرُ
سِوى اللَّقيطَةِ ما حَلَّ الْـمَساسُ بِها ** فَهْيَ الْـمُدَلَّلَةُ الْـمِغْناجُ وَالسَّمَرُ
وَلَيْسَتِ الْقُدْسُ وَالْأَكْنافُ غَيْرَ ثَرًى ** وَلا قَداسَةَ لِلْأَقْصى كَمَنْ حَفَروا
قَدْ ضَيَّعَ الْقُدْسَ وَالْأَقْصى وَقَبْلَهُمـا ** ضاعَتْ فِلَسْطينُ وَاسْتَعْلى بِها التَّتَرُ
وَلَـمْ يَزَلْ سادِرًا فـي الْغَيِّ مُعْتَجِرًا ** ثَوْبَ الْـخِيانَةِ ، لا حِسٌّ وَلا خَبَرُ
لٰكِنَّ رَبَّكَ بِالْـمِرْصادِ يَرْقُبُهُ ** وَسَوْفَ يَـجْزيهِ ، لا وَهْمٌ وَلا هَذَرُ
يا رائِدَ الْـخَيْرِ وَالْاِصْلاحِ ما فَتِئَتْ ** مِنَّا الْـجَوانِحُ تَدْعو الله ، تَفْتَخِرُ
بَأَنَّكَ الشَّيْخُ وَالْأَقْصى عِمـامَتُهُ ** مَنْ كانَ مِثْلَكَ فَهْوَ الصَّادِقُ الْـخَبِرُ
بَذَلْتَ كُلَّ نَفيسٍ فـي سَبيلِ رِضَى ** رَبِّ الْبَرِيَّةِ ، لَـمْ تَبْخَلْ كَمَنْ قَدِروا
وَعانَقوا الْبُخْلَ شُحًّا وَالنَّجاةَ هَوًى ** كَأَنَّهُمْ قَصَبٌ فـي أُسِّها الْـخَوَرُ
شَيْخَ الْبِلادِ وَقُدْسُ الله دُرَّتُها ** تَفْدي الْـمُقَدَّسَ إِيمـانًا ، وَذا قَدَرُ
يَـجْزيكَ رَبُّكَ جَنَّاتٍ وَمَغْفِرَةً ** وَأَنْ يُنيلَكَ ما تَرْجو وَتَبْتَدِرُ
ما ضَرَّكَ السِّجْنُ وَالسَّجَّانُ غَيْرَ أَذًى ** إِذْ أَنْتَ زاجِرُ وَالسَّجَّانُ مُنْزَجِرُ
شَيْخي ، أُحِبُّكَ فـي الرَّحْـمٰنِ أُعْلِنُها ** يا شَيْخُ ، فَلْيَشْرَبوا ما قَدْ حَوى الْبَحَرُ
___________________________________________
قَصيدَةٌ مُهْداةٌ إِلى شَيْخِنا ، شَيْخِ الْأَقْصى وَبَيْتِ الْـمَقْدِسِ وَأَكْنافِهِ ، الشَّيْخِ رائِدَ صَلاحٍ ، حَفِظَهُ الله وَحَـمـاه ، وَعَجَّلَ فَكَّ قَيْدِهِ وَأَعَزَّهُ وَنَصَرَهُ نَصْرًا مُؤَزِّرًا .
*****
اَلْفَجْرُ دانٍ وَجَيْشُ اللَّيْلِ مُنْدَحِرُ ** ما دامَ مِثْلُكَ فينا أَيُّها الْقَمَرُ
أَنَرْتَ عَتْمَتَنا بِالنُّورِ فَانْصَدَعَتْ ** لِلْبَغْيِ أَعْمِدَةٌ وَانْهَدَّ ما عَمَروا
حَـمـاكَ رَبُّكَ ، حُرًّا ، رائِدًا ، أَسَدًا ** أَنْتَ الْأَعَزُّ وَمَنْ عاداكَ مُنْدَثِرُ
ظَنُّوا بِسَجْنِكَ صَوْتُ الْـحَقِّ يَرْهَبُهُمْ ** وَجاءَ رَدُّكَ كَالْاِعْصارِ فَانْعَقَروا
الله أَكْبَرُ دَوَّى الصَّوْتُ ، أَرْعَبَهُمْ ** وَانْظُرْ إِلَيْهِمْ فَقَدْ غَشَّاهُمُ الْكَدَرُ
وَالْقُدْسُ تَضْحَكُ وَالْأَقْصى وَصَخْرَتُها ** هَبَّتْ قِيامَتُها تَـمْحو لِـمـا سَطَروا
فَباطِلُ الْبَغْيِ مَهْزومٌ وَمُنْخَسِفٌ ** وَما يُشادُ بِبَغْيٍ واهِنٌ نَخِرُ
قالوا : الْعَدالَةُ تُرْجى فـي مَـحاكِمِهِمْ ** قُلْنا : الْعَدالَةُ تَقْضي نَسْفَ ما بَذَروا
فَالْـخُبْثُ طينَتُهُمْ وَالْـمَكْرُ شيمَتُهُمْ ** وَالْـجَوْرُ ميرَتُهُمْ ، وَالْفَرْعُ مُقْتَفِرُ
وَذاكَ دُسْتورُهُمْ يَـحْكي مَفاخِرَهُمْ ** قَتْلًا وَتَشْريدَ مَنْ بِالْـحَقِّ قَدْ جَهَروا
وَالْـحَقُّ يَقْضي بِأَنَّ الْقُدْسَ باقِيَةٌ ** لِأَهْلِها ، لا لِـمَنْ يَسْطو وَيَسْتَطِرُ
وَالْـحَقُّ يَقْضي بِأَنَّ الْقُدْسَ عائِدَةٌ ** حَتْمًـا لِأُمَّتِنا ، وَالْـحَقُّ مُنْتَصِرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ جوري جَوْرَ فَرْعَنَةٍ ** سَيَعْصِفُ الْـحَقُّ لا يُبْقي ولا يَذَرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ هٰذي الْقُدْسُ مُذْ خُلِقَتْ ** تَنْفي وَتَطْرُدُ لِلْمُحْتَلِّ فَاعْتَبِروا
كَمْ قَدْ هَدَمْتُمْ بِلا حَقٍّ مَنازِلَنا ** وَكَمْ طَرَدْتُمْ مِنَ الْأَهْلينَ ، فَادَّكِروا
وَكَمْ قَتَلْتُمْ صِغارًا دونَ مَرْحَـمَةٍ ** وَكَمْ فَتًى وَفَتاةٍ ، فَالثَّرى نَظَرُ
وَكَمْ سَجينٍ قَضى فـي السِّجْنِ مُـحْتَسِبًا ** وَأَسْلَمَ الرُّوحَ ، لَيْسَتْ تَكْذِبُ الْـجُدُرُ
تِلْكَ الْبُيوتُ الَّتي فـي الْقُدْسِ قَدْ هُدِمَتْ ** بِغَيْرِ حَقٍّ ، فَأَيْنَ الْعَدْلُ يا أَشِرُ
أَوامِرُ الْـهَدْمِ تِنِّينٌ بِلا شَبَعٍ ** بَعْضُ الْبُيوتِ هَوَتْ وَالْبَعْضُ يَنْتَظِرُ
وَصارَتِ الْأَرْضُ فَرْشًا وَالسَّمـاءُ غِطًا ** وَالسِّجْنُ قَدْ ضاقَ وَالتَّغْريمُ يَعْتَصِرُ
يا دَوْلَةَ الْـجَوْرِ بِالْاِرْهابِ قَدْ رُفِعَتْ ** زَمانُ عِزِّكِ وَلَّـى فَهْوَ مُنْبَتِرُ
اَلْعَبْدُ فيكِ عَلا وَالْـحُرُّ فيكِ هَوى ** وَالْأُسْدُ قَدْ بُقِرَتْ وَاسْتَأْسَدَ الْبَقَرُ
وَذي بَشائِرُ وَالْأَيَّامُ شاهِدَةٌ ** وَشِدَّةُ الْعَتْمِ تُنْبي أَنْ سَيَنْدَحِرُ
*******
يا رائِدَ الرَّكْبِ بِالْقُرْآنِ فـي زَمَنٍ ** باعَ الزَّعامَةُ قُرْآنًا وَقَدْ كَفَروا
وَشُوِّهَ الدِّينُ مِنْ جِلْفٍ فَقيرِ حِجًى ** وَبِالرَّذائِلِ وَالْفَحْشاءِ يَأْتَزِرُ
عَدُوِّ بَأْسٍ وَتَـحْريرٍ وَرايَتِهِ ** حَليفِ كَأْسٍ وَمِزْمارٍ وَمَنْ زَمَروا
يَنْهى وَيَأْمُرُ ما تُـمْلي بِطانَتُهُ ** وَبِالْـحَليفَةِ خَلْفَ الْبَحْرِ يَأْتَـمِرُ
وَلا تُقَصِّرُ فـي وَعْظٍ حَليفَتُهُ ** وَمِنْ مَواعِظِها ، ذا الشَّرْقُ يَنْتَحِرُ
سِوى اللَّقيطَةِ ما حَلَّ الْـمَساسُ بِها ** فَهْيَ الْـمُدَلَّلَةُ الْـمِغْناجُ وَالسَّمَرُ
وَلَيْسَتِ الْقُدْسُ وَالْأَكْنافُ غَيْرَ ثَرًى ** وَلا قَداسَةَ لِلْأَقْصى كَمَنْ حَفَروا
قَدْ ضَيَّعَ الْقُدْسَ وَالْأَقْصى وَقَبْلَهُمـا ** ضاعَتْ فِلَسْطينُ وَاسْتَعْلى بِها التَّتَرُ
وَلَـمْ يَزَلْ سادِرًا فـي الْغَيِّ مُعْتَجِرًا ** ثَوْبَ الْـخِيانَةِ ، لا حِسٌّ وَلا خَبَرُ
لٰكِنَّ رَبَّكَ بِالْـمِرْصادِ يَرْقُبُهُ ** وَسَوْفَ يَـجْزيهِ ، لا وَهْمٌ وَلا هَذَرُ
يا رائِدَ الْـخَيْرِ وَالْاِصْلاحِ ما فَتِئَتْ ** مِنَّا الْـجَوانِحُ تَدْعو الله ، تَفْتَخِرُ
بَأَنَّكَ الشَّيْخُ وَالْأَقْصى عِمـامَتُهُ ** مَنْ كانَ مِثْلَكَ فَهْوَ الصَّادِقُ الْـخَبِرُ
بَذَلْتَ كُلَّ نَفيسٍ فـي سَبيلِ رِضَى ** رَبِّ الْبَرِيَّةِ ، لَـمْ تَبْخَلْ كَمَنْ قَدِروا
وَعانَقوا الْبُخْلَ شُحًّا وَالنَّجاةَ هَوًى ** كَأَنَّهُمْ قَصَبٌ فـي أُسِّها الْـخَوَرُ
شَيْخَ الْبِلادِ وَقُدْسُ الله دُرَّتُها ** تَفْدي الْـمُقَدَّسَ إِيمـانًا ، وَذا قَدَرُ
يَـجْزيكَ رَبُّكَ جَنَّاتٍ وَمَغْفِرَةً ** وَأَنْ يُنيلَكَ ما تَرْجو وَتَبْتَدِرُ
ما ضَرَّكَ السِّجْنُ وَالسَّجَّانُ غَيْرَ أَذًى ** إِذْ أَنْتَ زاجِرُ وَالسَّجَّانُ مُنْزَجِرُ
شَيْخي ، أُحِبُّكَ فـي الرَّحْـمٰنِ أُعْلِنُها ** يا شَيْخُ ، فَلْيَشْرَبوا ما قَدْ حَوى الْبَحَرُ