تأثير القنوات الفضائية على السلوك الاجتماعي
في خضم التغيرات والمستجدات التي تدعم مشاهدة التلفاز ومتابعة الأحداث وارتفاع شعبيته بين مختلف الفئات البشرية وتزايد أعداد الفضائيات العربية وظهور نسخ لقنوات عالمية باللغة العربية علاوة على البرامج المستنسخة من تلك القنوات، هناك برامج بلا هدف وأخرى تهدف إلى الإفساد ومخاطبة الغرائز والمخاطبة بلغة رخيصة جداً، وغسل الأدمغة تدريجياً بعد زعزعة المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، الفضاء من حولنا هل سيملأ الأوقات؟ في هذا العصر نعم, ولكن بماذا سيملئها؟
تأثير القنوات الفضائية في السلوك العام للمجتمع:
لاشك أن هذا العصر عصر احتل التلفزيون فيه مساحة كبيرة في أذهان الناس واهتماماتهم، وأيضاً القنوات بشكل عام والنظرة العامة تميل إلى الربح والنظرة التجارية بكثرة، ولذلك لاشك أن منها ما يغلب عليه الجانب السلبي ومنها ما يختلط فيه الجانب السلبي بالجانب الايجابي، والقليل منها يركز على الجانب الجاد الايجابي ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يركز على الجانب الجاد الايجابي وهو قليل وللأسف يفقد طريقة عرضه التميز والجاذبية من قبل الجمهور مثل البرامج الثقافية والتعليمية التي في اغلب الأحيان تطرح بطريقة جافة غير مشوقة.
القسم الثاني: يركز على السلبيات وله نصاب كبير ويؤثر على التربية وعلى ثقافة المجتمع وقد يشرخ في هويته إذا لم يحجم وتفرض ضوابط عليه مثل البرامج المترجمة غير الهادفة وبعض البرامج التي تهدف لغزو فكري ثقافي والبرامج التي تخاطب الغرائز الجنسية بطريقة رخيصة وغيرها كثير.
القسم الثالث: يمزج السلبي بالايجابي وهذا الأخطر لأن بعض شرائح المجتمع غير محصن ويختلط عليه الأمر وقد يظن السلبي ايجابيا على سبيل المثال، البرنامج الرمضاني (طاش ما طاش) نجده يصور بعض شخصيات مناطق المملكة بصورة هزلية سلبية غير واقعية (فؤاد، أبو علي) وأيضاً عند انتقاده لرجال فكر معين لا يذكر الايجابيات مثل ذكرهم للسلبيات، لماذا النقد جارح ومن زاوية ضيقة، ولا يركز على النقد البناء للمجتمع، لماذا الانجراف خلف العاطفة الشخصية وكأنه أمر شخصي بدل من أن يكون الطرح موضوعيا؟ وأيضاً عندما يصور الرجل السعودي في الخارج كرجل متخلف غير قادر على التعاطي مع كل جديد وعنصر منحرف أخلاقياً أو الرجل الملتزم دينياً عنصر إرهابي، مع العلم بأننا نسعى للتوضيح للعالم بأننا شعب سلمي قادر على الحوار والتعايش مع الشعوب الأخرى بأمن وسلام، وحب ووئام، ويأتي من أبناء جلدتنا لترسيخ واثبات بأدلة مزورة بأننا إرهابيون؟ ويطرح بشكل شامل غير موجه، أليس هذا إجحافا في حق الوطن والمواطن؟ ألا يعتبر خطابا سلبيا ظالما منحرفا عن الواقعية.
وإذا كان الجمهور معرضا لكل هذه القنوات بدون تمييز فهي تترك آثارا تعتمد وتختلف بحسب السن والمستوى التعليمي، وكل ما كان الجمهور متلقياً دون أن يكون لديه عملية فرز ماذا يأخذ وماذا يترك لا شك أنها تترك آثارها فيما بعد على سلوكه وعلى ذوقه العام، والقائمون على هذه القنوات يريدون هدفاً ما وليست مجرد قنوات تشتغل لكنها تعمل لهدف إما أن يكون الربح أو لغرض تدميري لأخلاق الناس والأعراف وتفكيك البناء الاجتماعي وإغراء المراهقين والمراهقات على التمرد على الأسر وإغراقهم بتحطيم القواعد الأخلاقية، وهذا الأمر بدأ في الغرب وقلدته بعض القنوات العربية وراحت تشجع على الانفلات الأخلاقي والتسيب والانحراف وهذه الأهداف واضحة للعيان ولا تحتاج إلى تصريح بذلك.
لماذا لا يستفاد من البرامج الغربية الثقافية التعليمية الشيقة والبرامج المسلية ذات الفائدة حيث من السهل ترجمتها، علماً بأن التجربة الغربية في هذا النطاق تجربة تستحق الاحترام والتقدير والإشادة بها. لهذا يفترض أن يستفاد في المجال الإعلامي ولو نظرنا للشرق نجد مثلا اليابان ترجمت جميع البرامج ذات الفائدة وسخرتها لإعلامها مع الاحتفاظ بهوية هذا البلد وثقافته بعد نقدها وتمحيصها.
والواجب على المجتمع بشكل عام وأولياء الأسر التنبيه على أسرهم وأولادهم لاستبعاد مثل هذه القنوات من خلال التشفير والانتقائية والتوجيه واستبعاد القنوات ذات التوجيه الصريح للرذيلة، والحرص على تخصيص أوقات المشاهدة واستبعاد القنوات التي يطغى عليها الجانب السلبي وان كانت تخلطه بجوانب ايجابية قليلة، لكن السلبي كثير وواضح من خلال الإعلانات والبرامج المخصصة لها وينبغي استبعادها خصوصاً هناك قنوات بديلة كثيرة توفر المتعة والفائدة فما الداعي إلى التعرض ومشاهدة هذه القنوات التي أصبح غثاؤها أكثر من فائدتها.
ولاشك أن لهذه تأثيرا فاسدا ويؤثر على فئات كثيرة كما أن هناك فئة لا تتأثر بالمشاهدة وإنما أصبح لاهياً عابثاً فمؤكد انه سيتعرض لغسيل دماغ وبهذا يخرج إنسانا آخر شاذاً عن عاداته وتقاليده ومجتمعه ويعتمد هذا على طول فترة التعرض وعدم وجود الحصانة الفكرية المسبقة وعلى الإهمال في التربية والتنشئة.
وبالتالي يصبح إنسانا فاقدا للهوية متمردا على ثقافة مجتمعه لاغياً الأعراف والتقاليد الاجتماعية المأثورة والايجابية.
كما يشير إلى انه في أحاديث مجالس النساء عن المشاركات في الـ (sms) وبرامج السوبر ستار واستار أكاديمي وهناك من يذكرها على سبيل النقد وهناك من يذكرها ويقول بأنها أمر عادي فتجاوب الناس مختلف ومما لاشك به ان الشاب والشابة يتعرض لمغريات كثيرة في هذا العصر وكما ذكر ان الشباب "شعبة من الجنون" وفيه اثر من هذا فلاشك إلى انه يميل إلى التأثر بوسائل الإعلام ذات المضمون الهابط وخصوصاً إذا لم يكن عنده تنشئة دينية أو على الأعراف والعادات والتقاليد والاعتزاز بها وبالهوية فلاشك انه يتعرض لذلك وكذلك للأصدقاء دور فهم يشجعون بعضهم بعضاً على إرسال هذه الرسائل ولهم دور كبير في ذلك كما غاب تأثير الوالدين أو ضعف في حين قويت المؤثرات الأخرى والنتيجة انه على طول المدى يحصل من الشاب تجاوب وبقليل من التشجيع من زملائه يندفع تدريجياً في مثل تلك الأمور إلى جانب هدر الأموال وبعثرتها في نطاق ضيق لا فائدة ولا مردود له.
تأثير مباشر للقنوات الفضائية على السلوك الاجتماعي. يتأثر المشاهد طفلاً كان أم شاباً أم رجلاً أم امرأة بما يشاهده في المحطات الفضائية بل أن التأثير هدف من الأهداف التي تسعى إليه القنوات الفضائية أو أية وسيلة إعلامية ولا يشترط أن يكون التأثير هنا ايجابياً فقد يكون سلبياً بمعنى أن يتوافر هذا التأثير أو ذاك تبعاً للأهداف المتوخاة من الرسالة وتبعاً للأسلوب الذي تقدم به الرسالة الإعلامية ولاشك أن أكثر الذين يتأثرون بالفضائيات هم صغار العمر الذين لا يملكون التجربة الكبيرة التي تجعلهم يميزون بين الغث والسمين والصالح من الطالح ولذلك الافتراض القائم انه كلما ارتقى الإنسان في المستوى التعليمي يستطيع أن يميز بين رسالة هدفها الإثارة أو هدفها التأثير السلبي على السلوك الإنساني أو الرسالة التي تؤثر إيجاباً على السلوك الإنساني الايجابي.
استنساخ البرامج السلبية من الغرب موجود في معظم القنوات العربية وفي برامجها وهذا من أحد العيوب التي تمس صميم رسالة الإعلام فإذا أدركنا أن الإعلام لابد أن يأخذ بأيدي الناس نحو السلوك الحسن ونحو الايجابيات ونحو نشر الفضيلة وترسم الخطى الطيبة الصالحة وندرك أن هذه القنوات الاستنساخية لا تعدو أن تكون هدماً لصميم السلوك الإنساني الرشيد والعاقل في المجتمعات التي تبحث عن الرشد أو التي تتميز بالعقل لكن لا نستطيع أن نعمم هذه التجربة على جميع القنوات الفضائية العربية فهناك قنوات عربية وان لم تبدو مستنسخة إلا أنها تمتاز بفكرة وموضوعية جديدة على المشاهد العربي والأمثلة عليها كثيرة.
لابد أن يقوم البيت بدوره في التربية لمواجهة هذا الغزو الذي نلاحظه لتحصين الشاب والشابة من تأثير خطير لهذه القنوات والأفضل هو أن ندعهم يشاهدونها بكل شفافية ولكن تقديم النصح لهم وتوضيح ان مثل هذه الأعمال لا يتفق مع قيم المجتمع وتقاليده وعاداته وإلا لشاهدوها في مكان آخر وربما تأثروا تأثيرا يسيء لهم ولذلك يجب إعطاؤهم الوقاية من الانجراف أو الانحراف وراء أفكار هذه القنوات والوقاية خير من العلاج.
كما أن المجتمع السعودي يعاني من تصرفات وسلوكيات فردية محاكاة لأبطال الأفلام وتقليدا لسلوكيات وأفعال سيئة ولا ننسى أن معظم النار من مستصغر الشرر وما يلمس ويلاحظ هو أن هناك حالات وان كانت فردية إلا أنها مؤشر خطير فإذا لم يواجه المجتمع هذه الحالات الفردية بضوابط وبمراقبة وحصار فيه شيء من الشدة وفيه من اللين ما يصلحه فستستمر المعاناة.
وحول غسل الفضائيات للأدمغة وتغييرها للتوجهات ليست كلها وإنما بعضها والبعض الآخر لا يتأثر بها مطلقاً، عن المال الذي يهدر في إرسال رسائل الـ (sms) ان فيه شيئا من الحرمة ولا يعتقد من وجهة نظره الشخصية أن الإنسان العاقل والرشيد يهدر ماله في تفاهات كان المفروض الاستفادة منه في أوجه كثيرة تجل.
القنوات الفضائية وتأثيرها على المشاهدين
للإعلام دوراً مؤثراً في المجتمع وذلك لما له من قدرة في الوصول إلى الكثير من البيوت وخاصة القنوات الفضائية التي تمكنت بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات وانتشار الأطباق اللاقطة ((الستلايت ))من الاستحواذ على اهتمامات العائلة في كل مكان لدخولها المستمر بدون استئذان واستطاعتها طرح ما تريد من قضايا ساخنة وجعل الكثير يتسمرون على الشاشة لساعات طويلة لذا نراها قد أصبحت سلاح ذو حدين من جهة بإمكانه أن يكون أداة مهمة بيد القائمين عليها وتحديد المسار الذي تتخذه باعتبارها تساهم في عملية البناء والتطور من خلال إقامة بنى فكرية وثقافية واجتماعية تساعد على إشاعة روح الإخاء والتسامح وبالتالي تهيأ الأرضية الصحيحة للبناء السليم القادر على استيعاب كافة الطاقات والقدرات الإبداعية والخلاقة التي بإمكانها التعامل مع كافة التحولات الحاصلة لتتمكن من السير للأمام واستيعاب كافة القدرات الجماعية وصهرها في بوتقة واحدة مهمتها الأساسية توعية وتنوير العقول وتبصيرها لما يدور حولها لان المهمة التي تقع على المؤسسات الإعلامية خطرة وتتطلب منها لكي تنهض بدورها الحقيقي بذل جهود مكثفة وجادة لأداء رسالتها التي تكونت من اجلها ((باعتبارها الجهة التي تستطيع الوصول للمواطنين وان تخاطبهم بالطريقة التي تريد ) بواسطة البرامج والمواضيع التي تقدم لتعكس الوجهة التي يراد منها الوصول إلى ذهن المتلقي وخاصة الذين لهم ذلك التحصين الثقافي الذي يعتبر الفلتر الذي يقوم بغربلة المعلومات واختيار النافع منها لهضمها والاستفادة منها بعد أن يتم عزل ما هو غير جاد وملائم وهادف ودفعه بعيدا خارج تفكيره واهتمامه .
عكس الذين يملكون عقلية خام غير قادرة على تمييز ما يصل إليها وما يمر بها ليجعله مبهورا به ومدفوعا خلف أقوال وبرامج الهدف منها إثارته وتحريضه للقيا م بعمل ما بعد أن عجز عن فهمه أو تمييزه بالطريقة الملائمة وذلك لنقص ثقافته وعدم اختياره الصحيح لذا نراه يندفع وراء برامج هابطة أرادت بعض الفضائيات استقطاب هذه النماذج المتخلفة واستغلالها وجعلها مصدر كسب الملايين من الدولارات بعد أن قامت باستحداث أنواع من البرامج تمكنت من خلالها شل تفكيره وجعله يعيش في عالم من الخيال والسحر والشعوذة وإغرائه ببعض أللقطات لتجعله منشدا للشاشة لتحرفه عن دوره الريادي وتوجيهه وفق المفاهيم البالية بعد أن وجد أمامه فراغا شاسعا لا يمكن أن يملئه لعدم امتلاكه الأدوات الكافية التي بإمكانه استخدامها للوصول إلى ما يريد مما دفعه الانسياق وراء كل ما يطرح وبالتالي التعامل معه على أساس ما أراد القائمين على تلك القنوات لأنهم بفعلهم هذا أرادوا تحجيم تلك الطاقات وعدم مساعدتها للقيام بدورها لتكون معاول هدم (حتى لو كانت بصورة غير مباشرة ) تؤدي إلى نخر ما يحيط بها وأعاقته من النهوض والاستمرار مما يتطلب معالجة جادة تساهم فيها كل الأطراف والطاقات الخيرة لكي تأخذ دورها في التصدي والوقوف بحزم لكل تلك الأساليب الرخيصة وعدم إعطائها الفرصة لبث سمومها القاتلة في هذا المجال الحيوي الذي أصبح متاحا لها بعد أن تمكنت بطرقها المعروفة من التعامل معه وفق الخطط التي تم وضعها لذلك بعد دراسات قام بها المعنيين بهذا الشأن .
إن الخطاب الإعلامي الملتزم الذي يتعامل مع الواقع بصدق هو الأداة الفعالة التي بإمكانها أن تستنهض الهمم وتزيل الغيوم الداكنة التي تلبدت في سماء الأمة بعد الانتكاسات التي مرت بها على مدى سنواتها المنصرمة وبالتالي تستطيع أن تكون أداة بناء من خلال برامجها الموجهة وإعلامها الهادف وأن تزيل الغشاوة عن عيون المغرر بهم ودفعهم للبحث عن الحقيقة والتعامل معها لأنها تعمل على تنوير الواقع وإضاءته وإزالة الغموض عنه كما أنها تمكن الآخرين من التعامل مع العالم والاستفادة مما يجري من حوله لاختيار الأصلح والانتفاع منه.
لذا أن المساهمة الجادة والفعالة لهذه القنوات هي الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات والتعامل معها وفق مصداقية عالية وحرفية مقبولة تمكن من الوصول إلى الأهداف المبتغاة بعد أن ابتلت امتنا بكثير من العلل والإخفاقات التي ساعدت على حالات من التخلف والابتعاد عن ركب الحضارة الذي سبقنا فيها الآخرين بعد أن كنا نحن الذين وضعنا اللبنات الأولى لها من خلال ما توصلت له عبقريات تخطت الزمن الذي عاشت فيه وكان لها الدور الريادي بذلك لتصبح شعلة وهاجة أوصلت العلم إلى أقاصي الدنيا .
الإعلام وما أدراكـــ ما الإعلام...؟
انه سلاح ذو حدين من الممكن أن يستخدم للخير وممكن جدا أن يستخدم للشر والفساد.
فقد جنّد أعداء الإسلام جميع طاقاتهم وقوتهم لتدمير الإسلام والمسلمين بهذه الفضائيات الهابطة..
فقبل عدة سنوات هلّت علينا الفضائيات كالسيل العرم_ الذي لا يمكن إيقافه _ بكثير من الشر وقليل من الخير ,وموضوع الفضائيات موضوع خطير ويطول فيه الحديث لما له من تأثير على جميع فئات المجتمع العمرية.
للأسف الشديد تزدحم فضائياتنا العربية بقنوات الأغاني السامة والتي تسمم عقول الشباب والفتيات وتثير غرائزهم بشتى أنواع الفيديو كليبات وما فيها من عري وأجساد رخيصة تتمايل على الأغاني الماجنة برقصات فاجرة يخجل الإنسان السوي من النظر إليها..
ولا ننسى تلك القنوات المخصصة للأفلام الهابطة والتي تهدم القيم والمبادئ والأخلاق وتزرع في نفوس الشباب من الجنسين حب الشهوات والتلذذ بالنظر إلى المحرمات.....والعياذ بالله.
وأيضاً تلكــ المسلسلات المدبلجة التي غصت بها القنوات الفضائية وما فيها من اعتقادات وأفكار مسمومة ...وهي موجهة إلى فئة المراهقين والمراهقات لكي تحلل لهم العلاقات المحرمة وتسهل لهم طريق الفاحشة والحب المحرم...إلا من رحم الله.
ومن اكبر المصائب التي حلت على عقول شبابنا ألا وهي تلفزيون الواقع وما فيه من اختلاط محرم وسفور وتبرج وانحلال حيث يجتمع الشباب والفتيات في منزل كبير لكي يلقنهم أعداء الإسلام الأغاني والرقص والقضاء على المبادئ والقيم .
ولم يتوقف أعداء الإسلام عند هذا الحد ولكنهم لم ينسوا أطفالنا وأمل أمتنا فقد خصصوا لهم قنوات تعلمهم وتزرع فيهم حب القتل وتسهل لهم طريق الجريمة والإرهاب.
ومن الآثار السلبية المترتبة على سلوكــ أطفالنا ..
العدوانية والتمرد على الكبار ...والدعوة إلى التدخين وإدمان المخدرات وتلقنهم فنون الغزل والعشق كما أفسدت لغتهم العربية لغة القران الكريم.
ولهذا يجب على الآباء والأمهات الانتباه لأبنائهم وعدم تركهم من غير رقابة .
وبما أن فضائياتنا العربية فيها الكثير والكثير من الانحلال والفساد والتخريب والتدمير لعقول شبابنا من الجنسين ....
لا ننسى أيضاً أن هناكـ بالمقابل قنوات إسلامية ملتزمة تهدف إلى الخير والصلاح وتدعوا إلى الطهر والعفاف والأخلاق الحميدة وهناكــ أيضاً قنوات مخصصة لتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار.
والإنسان العاقل سواءً كان شاباً أو فتاة يعرف ماذا يختار....لأن ديننا الإسلامي الحنيف لم يتركنا هكذا ولكنه وضح لنا كل شيء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..
احب ان اختم موضوعي بهذه القصيدة للكاتب عائض البدراني ...
شبابُنا ضاع بين الدشُّ والقدمِ *** وهام شوقاً فمالَ القلبُ للنغمِ
يقضي لياليه في لهوٍ وفي سهرِ *** فلا يفيق ولا يصحو ولم ينمِ
يقلّب الطرفَ حتى كل من نظرٍ *** إلى قناة تبثُّ السم في الدسمِ
فقلّد الغرب حتى فاقهم سفهاً *** وضاق بالدين والأخلاق والقيمِ
أرى سموماً أتت من اعلام يرسلها *** إلى شبابٍ هوى في حالك الظلمِ
أرى شباكاً من الأشرار قد نصبت *** فما تصيد سوى الغربان والرخمِ
كفى صدوداً عن الإسلام ويحكمُ *** فالعمرُ فانٍ وحانت ساعة الندم
أعمالكم يا عباد الله قد كُتبت **** ملائك الله خطّت ذاك بالقلمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحدو *** اوحطموا الكفر بالأقدام والهممِ
دعوا الحداثة والتغريب واتبعوا *** نهجاً قويماً يُضيء الدرب للأممِ
هذا كتابٌ من الرحمن أنزله *** على البرية من عرب ومن عجم
قد ضلَّ من يبتغي في غيره شرفاً *** وبات يغرق في مستنقع وخمِ
وهذه سنة المختار بينكمُ *** من مال عنها ورب البيت ينهزمِ
يمكنك تحميل الموضوع من المرفقات
في خضم التغيرات والمستجدات التي تدعم مشاهدة التلفاز ومتابعة الأحداث وارتفاع شعبيته بين مختلف الفئات البشرية وتزايد أعداد الفضائيات العربية وظهور نسخ لقنوات عالمية باللغة العربية علاوة على البرامج المستنسخة من تلك القنوات، هناك برامج بلا هدف وأخرى تهدف إلى الإفساد ومخاطبة الغرائز والمخاطبة بلغة رخيصة جداً، وغسل الأدمغة تدريجياً بعد زعزعة المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، الفضاء من حولنا هل سيملأ الأوقات؟ في هذا العصر نعم, ولكن بماذا سيملئها؟
تأثير القنوات الفضائية في السلوك العام للمجتمع:
لاشك أن هذا العصر عصر احتل التلفزيون فيه مساحة كبيرة في أذهان الناس واهتماماتهم، وأيضاً القنوات بشكل عام والنظرة العامة تميل إلى الربح والنظرة التجارية بكثرة، ولذلك لاشك أن منها ما يغلب عليه الجانب السلبي ومنها ما يختلط فيه الجانب السلبي بالجانب الايجابي، والقليل منها يركز على الجانب الجاد الايجابي ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يركز على الجانب الجاد الايجابي وهو قليل وللأسف يفقد طريقة عرضه التميز والجاذبية من قبل الجمهور مثل البرامج الثقافية والتعليمية التي في اغلب الأحيان تطرح بطريقة جافة غير مشوقة.
القسم الثاني: يركز على السلبيات وله نصاب كبير ويؤثر على التربية وعلى ثقافة المجتمع وقد يشرخ في هويته إذا لم يحجم وتفرض ضوابط عليه مثل البرامج المترجمة غير الهادفة وبعض البرامج التي تهدف لغزو فكري ثقافي والبرامج التي تخاطب الغرائز الجنسية بطريقة رخيصة وغيرها كثير.
القسم الثالث: يمزج السلبي بالايجابي وهذا الأخطر لأن بعض شرائح المجتمع غير محصن ويختلط عليه الأمر وقد يظن السلبي ايجابيا على سبيل المثال، البرنامج الرمضاني (طاش ما طاش) نجده يصور بعض شخصيات مناطق المملكة بصورة هزلية سلبية غير واقعية (فؤاد، أبو علي) وأيضاً عند انتقاده لرجال فكر معين لا يذكر الايجابيات مثل ذكرهم للسلبيات، لماذا النقد جارح ومن زاوية ضيقة، ولا يركز على النقد البناء للمجتمع، لماذا الانجراف خلف العاطفة الشخصية وكأنه أمر شخصي بدل من أن يكون الطرح موضوعيا؟ وأيضاً عندما يصور الرجل السعودي في الخارج كرجل متخلف غير قادر على التعاطي مع كل جديد وعنصر منحرف أخلاقياً أو الرجل الملتزم دينياً عنصر إرهابي، مع العلم بأننا نسعى للتوضيح للعالم بأننا شعب سلمي قادر على الحوار والتعايش مع الشعوب الأخرى بأمن وسلام، وحب ووئام، ويأتي من أبناء جلدتنا لترسيخ واثبات بأدلة مزورة بأننا إرهابيون؟ ويطرح بشكل شامل غير موجه، أليس هذا إجحافا في حق الوطن والمواطن؟ ألا يعتبر خطابا سلبيا ظالما منحرفا عن الواقعية.
وإذا كان الجمهور معرضا لكل هذه القنوات بدون تمييز فهي تترك آثارا تعتمد وتختلف بحسب السن والمستوى التعليمي، وكل ما كان الجمهور متلقياً دون أن يكون لديه عملية فرز ماذا يأخذ وماذا يترك لا شك أنها تترك آثارها فيما بعد على سلوكه وعلى ذوقه العام، والقائمون على هذه القنوات يريدون هدفاً ما وليست مجرد قنوات تشتغل لكنها تعمل لهدف إما أن يكون الربح أو لغرض تدميري لأخلاق الناس والأعراف وتفكيك البناء الاجتماعي وإغراء المراهقين والمراهقات على التمرد على الأسر وإغراقهم بتحطيم القواعد الأخلاقية، وهذا الأمر بدأ في الغرب وقلدته بعض القنوات العربية وراحت تشجع على الانفلات الأخلاقي والتسيب والانحراف وهذه الأهداف واضحة للعيان ولا تحتاج إلى تصريح بذلك.
لماذا لا يستفاد من البرامج الغربية الثقافية التعليمية الشيقة والبرامج المسلية ذات الفائدة حيث من السهل ترجمتها، علماً بأن التجربة الغربية في هذا النطاق تجربة تستحق الاحترام والتقدير والإشادة بها. لهذا يفترض أن يستفاد في المجال الإعلامي ولو نظرنا للشرق نجد مثلا اليابان ترجمت جميع البرامج ذات الفائدة وسخرتها لإعلامها مع الاحتفاظ بهوية هذا البلد وثقافته بعد نقدها وتمحيصها.
والواجب على المجتمع بشكل عام وأولياء الأسر التنبيه على أسرهم وأولادهم لاستبعاد مثل هذه القنوات من خلال التشفير والانتقائية والتوجيه واستبعاد القنوات ذات التوجيه الصريح للرذيلة، والحرص على تخصيص أوقات المشاهدة واستبعاد القنوات التي يطغى عليها الجانب السلبي وان كانت تخلطه بجوانب ايجابية قليلة، لكن السلبي كثير وواضح من خلال الإعلانات والبرامج المخصصة لها وينبغي استبعادها خصوصاً هناك قنوات بديلة كثيرة توفر المتعة والفائدة فما الداعي إلى التعرض ومشاهدة هذه القنوات التي أصبح غثاؤها أكثر من فائدتها.
ولاشك أن لهذه تأثيرا فاسدا ويؤثر على فئات كثيرة كما أن هناك فئة لا تتأثر بالمشاهدة وإنما أصبح لاهياً عابثاً فمؤكد انه سيتعرض لغسيل دماغ وبهذا يخرج إنسانا آخر شاذاً عن عاداته وتقاليده ومجتمعه ويعتمد هذا على طول فترة التعرض وعدم وجود الحصانة الفكرية المسبقة وعلى الإهمال في التربية والتنشئة.
وبالتالي يصبح إنسانا فاقدا للهوية متمردا على ثقافة مجتمعه لاغياً الأعراف والتقاليد الاجتماعية المأثورة والايجابية.
كما يشير إلى انه في أحاديث مجالس النساء عن المشاركات في الـ (sms) وبرامج السوبر ستار واستار أكاديمي وهناك من يذكرها على سبيل النقد وهناك من يذكرها ويقول بأنها أمر عادي فتجاوب الناس مختلف ومما لاشك به ان الشاب والشابة يتعرض لمغريات كثيرة في هذا العصر وكما ذكر ان الشباب "شعبة من الجنون" وفيه اثر من هذا فلاشك إلى انه يميل إلى التأثر بوسائل الإعلام ذات المضمون الهابط وخصوصاً إذا لم يكن عنده تنشئة دينية أو على الأعراف والعادات والتقاليد والاعتزاز بها وبالهوية فلاشك انه يتعرض لذلك وكذلك للأصدقاء دور فهم يشجعون بعضهم بعضاً على إرسال هذه الرسائل ولهم دور كبير في ذلك كما غاب تأثير الوالدين أو ضعف في حين قويت المؤثرات الأخرى والنتيجة انه على طول المدى يحصل من الشاب تجاوب وبقليل من التشجيع من زملائه يندفع تدريجياً في مثل تلك الأمور إلى جانب هدر الأموال وبعثرتها في نطاق ضيق لا فائدة ولا مردود له.
تأثير مباشر للقنوات الفضائية على السلوك الاجتماعي. يتأثر المشاهد طفلاً كان أم شاباً أم رجلاً أم امرأة بما يشاهده في المحطات الفضائية بل أن التأثير هدف من الأهداف التي تسعى إليه القنوات الفضائية أو أية وسيلة إعلامية ولا يشترط أن يكون التأثير هنا ايجابياً فقد يكون سلبياً بمعنى أن يتوافر هذا التأثير أو ذاك تبعاً للأهداف المتوخاة من الرسالة وتبعاً للأسلوب الذي تقدم به الرسالة الإعلامية ولاشك أن أكثر الذين يتأثرون بالفضائيات هم صغار العمر الذين لا يملكون التجربة الكبيرة التي تجعلهم يميزون بين الغث والسمين والصالح من الطالح ولذلك الافتراض القائم انه كلما ارتقى الإنسان في المستوى التعليمي يستطيع أن يميز بين رسالة هدفها الإثارة أو هدفها التأثير السلبي على السلوك الإنساني أو الرسالة التي تؤثر إيجاباً على السلوك الإنساني الايجابي.
استنساخ البرامج السلبية من الغرب موجود في معظم القنوات العربية وفي برامجها وهذا من أحد العيوب التي تمس صميم رسالة الإعلام فإذا أدركنا أن الإعلام لابد أن يأخذ بأيدي الناس نحو السلوك الحسن ونحو الايجابيات ونحو نشر الفضيلة وترسم الخطى الطيبة الصالحة وندرك أن هذه القنوات الاستنساخية لا تعدو أن تكون هدماً لصميم السلوك الإنساني الرشيد والعاقل في المجتمعات التي تبحث عن الرشد أو التي تتميز بالعقل لكن لا نستطيع أن نعمم هذه التجربة على جميع القنوات الفضائية العربية فهناك قنوات عربية وان لم تبدو مستنسخة إلا أنها تمتاز بفكرة وموضوعية جديدة على المشاهد العربي والأمثلة عليها كثيرة.
لابد أن يقوم البيت بدوره في التربية لمواجهة هذا الغزو الذي نلاحظه لتحصين الشاب والشابة من تأثير خطير لهذه القنوات والأفضل هو أن ندعهم يشاهدونها بكل شفافية ولكن تقديم النصح لهم وتوضيح ان مثل هذه الأعمال لا يتفق مع قيم المجتمع وتقاليده وعاداته وإلا لشاهدوها في مكان آخر وربما تأثروا تأثيرا يسيء لهم ولذلك يجب إعطاؤهم الوقاية من الانجراف أو الانحراف وراء أفكار هذه القنوات والوقاية خير من العلاج.
كما أن المجتمع السعودي يعاني من تصرفات وسلوكيات فردية محاكاة لأبطال الأفلام وتقليدا لسلوكيات وأفعال سيئة ولا ننسى أن معظم النار من مستصغر الشرر وما يلمس ويلاحظ هو أن هناك حالات وان كانت فردية إلا أنها مؤشر خطير فإذا لم يواجه المجتمع هذه الحالات الفردية بضوابط وبمراقبة وحصار فيه شيء من الشدة وفيه من اللين ما يصلحه فستستمر المعاناة.
وحول غسل الفضائيات للأدمغة وتغييرها للتوجهات ليست كلها وإنما بعضها والبعض الآخر لا يتأثر بها مطلقاً، عن المال الذي يهدر في إرسال رسائل الـ (sms) ان فيه شيئا من الحرمة ولا يعتقد من وجهة نظره الشخصية أن الإنسان العاقل والرشيد يهدر ماله في تفاهات كان المفروض الاستفادة منه في أوجه كثيرة تجل.
القنوات الفضائية وتأثيرها على المشاهدين
للإعلام دوراً مؤثراً في المجتمع وذلك لما له من قدرة في الوصول إلى الكثير من البيوت وخاصة القنوات الفضائية التي تمكنت بفعل التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات وانتشار الأطباق اللاقطة ((الستلايت ))من الاستحواذ على اهتمامات العائلة في كل مكان لدخولها المستمر بدون استئذان واستطاعتها طرح ما تريد من قضايا ساخنة وجعل الكثير يتسمرون على الشاشة لساعات طويلة لذا نراها قد أصبحت سلاح ذو حدين من جهة بإمكانه أن يكون أداة مهمة بيد القائمين عليها وتحديد المسار الذي تتخذه باعتبارها تساهم في عملية البناء والتطور من خلال إقامة بنى فكرية وثقافية واجتماعية تساعد على إشاعة روح الإخاء والتسامح وبالتالي تهيأ الأرضية الصحيحة للبناء السليم القادر على استيعاب كافة الطاقات والقدرات الإبداعية والخلاقة التي بإمكانها التعامل مع كافة التحولات الحاصلة لتتمكن من السير للأمام واستيعاب كافة القدرات الجماعية وصهرها في بوتقة واحدة مهمتها الأساسية توعية وتنوير العقول وتبصيرها لما يدور حولها لان المهمة التي تقع على المؤسسات الإعلامية خطرة وتتطلب منها لكي تنهض بدورها الحقيقي بذل جهود مكثفة وجادة لأداء رسالتها التي تكونت من اجلها ((باعتبارها الجهة التي تستطيع الوصول للمواطنين وان تخاطبهم بالطريقة التي تريد ) بواسطة البرامج والمواضيع التي تقدم لتعكس الوجهة التي يراد منها الوصول إلى ذهن المتلقي وخاصة الذين لهم ذلك التحصين الثقافي الذي يعتبر الفلتر الذي يقوم بغربلة المعلومات واختيار النافع منها لهضمها والاستفادة منها بعد أن يتم عزل ما هو غير جاد وملائم وهادف ودفعه بعيدا خارج تفكيره واهتمامه .
عكس الذين يملكون عقلية خام غير قادرة على تمييز ما يصل إليها وما يمر بها ليجعله مبهورا به ومدفوعا خلف أقوال وبرامج الهدف منها إثارته وتحريضه للقيا م بعمل ما بعد أن عجز عن فهمه أو تمييزه بالطريقة الملائمة وذلك لنقص ثقافته وعدم اختياره الصحيح لذا نراه يندفع وراء برامج هابطة أرادت بعض الفضائيات استقطاب هذه النماذج المتخلفة واستغلالها وجعلها مصدر كسب الملايين من الدولارات بعد أن قامت باستحداث أنواع من البرامج تمكنت من خلالها شل تفكيره وجعله يعيش في عالم من الخيال والسحر والشعوذة وإغرائه ببعض أللقطات لتجعله منشدا للشاشة لتحرفه عن دوره الريادي وتوجيهه وفق المفاهيم البالية بعد أن وجد أمامه فراغا شاسعا لا يمكن أن يملئه لعدم امتلاكه الأدوات الكافية التي بإمكانه استخدامها للوصول إلى ما يريد مما دفعه الانسياق وراء كل ما يطرح وبالتالي التعامل معه على أساس ما أراد القائمين على تلك القنوات لأنهم بفعلهم هذا أرادوا تحجيم تلك الطاقات وعدم مساعدتها للقيام بدورها لتكون معاول هدم (حتى لو كانت بصورة غير مباشرة ) تؤدي إلى نخر ما يحيط بها وأعاقته من النهوض والاستمرار مما يتطلب معالجة جادة تساهم فيها كل الأطراف والطاقات الخيرة لكي تأخذ دورها في التصدي والوقوف بحزم لكل تلك الأساليب الرخيصة وعدم إعطائها الفرصة لبث سمومها القاتلة في هذا المجال الحيوي الذي أصبح متاحا لها بعد أن تمكنت بطرقها المعروفة من التعامل معه وفق الخطط التي تم وضعها لذلك بعد دراسات قام بها المعنيين بهذا الشأن .
إن الخطاب الإعلامي الملتزم الذي يتعامل مع الواقع بصدق هو الأداة الفعالة التي بإمكانها أن تستنهض الهمم وتزيل الغيوم الداكنة التي تلبدت في سماء الأمة بعد الانتكاسات التي مرت بها على مدى سنواتها المنصرمة وبالتالي تستطيع أن تكون أداة بناء من خلال برامجها الموجهة وإعلامها الهادف وأن تزيل الغشاوة عن عيون المغرر بهم ودفعهم للبحث عن الحقيقة والتعامل معها لأنها تعمل على تنوير الواقع وإضاءته وإزالة الغموض عنه كما أنها تمكن الآخرين من التعامل مع العالم والاستفادة مما يجري من حوله لاختيار الأصلح والانتفاع منه.
لذا أن المساهمة الجادة والفعالة لهذه القنوات هي الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات والتعامل معها وفق مصداقية عالية وحرفية مقبولة تمكن من الوصول إلى الأهداف المبتغاة بعد أن ابتلت امتنا بكثير من العلل والإخفاقات التي ساعدت على حالات من التخلف والابتعاد عن ركب الحضارة الذي سبقنا فيها الآخرين بعد أن كنا نحن الذين وضعنا اللبنات الأولى لها من خلال ما توصلت له عبقريات تخطت الزمن الذي عاشت فيه وكان لها الدور الريادي بذلك لتصبح شعلة وهاجة أوصلت العلم إلى أقاصي الدنيا .
الإعلام وما أدراكـــ ما الإعلام...؟
انه سلاح ذو حدين من الممكن أن يستخدم للخير وممكن جدا أن يستخدم للشر والفساد.
فقد جنّد أعداء الإسلام جميع طاقاتهم وقوتهم لتدمير الإسلام والمسلمين بهذه الفضائيات الهابطة..
فقبل عدة سنوات هلّت علينا الفضائيات كالسيل العرم_ الذي لا يمكن إيقافه _ بكثير من الشر وقليل من الخير ,وموضوع الفضائيات موضوع خطير ويطول فيه الحديث لما له من تأثير على جميع فئات المجتمع العمرية.
للأسف الشديد تزدحم فضائياتنا العربية بقنوات الأغاني السامة والتي تسمم عقول الشباب والفتيات وتثير غرائزهم بشتى أنواع الفيديو كليبات وما فيها من عري وأجساد رخيصة تتمايل على الأغاني الماجنة برقصات فاجرة يخجل الإنسان السوي من النظر إليها..
ولا ننسى تلك القنوات المخصصة للأفلام الهابطة والتي تهدم القيم والمبادئ والأخلاق وتزرع في نفوس الشباب من الجنسين حب الشهوات والتلذذ بالنظر إلى المحرمات.....والعياذ بالله.
وأيضاً تلكــ المسلسلات المدبلجة التي غصت بها القنوات الفضائية وما فيها من اعتقادات وأفكار مسمومة ...وهي موجهة إلى فئة المراهقين والمراهقات لكي تحلل لهم العلاقات المحرمة وتسهل لهم طريق الفاحشة والحب المحرم...إلا من رحم الله.
ومن اكبر المصائب التي حلت على عقول شبابنا ألا وهي تلفزيون الواقع وما فيه من اختلاط محرم وسفور وتبرج وانحلال حيث يجتمع الشباب والفتيات في منزل كبير لكي يلقنهم أعداء الإسلام الأغاني والرقص والقضاء على المبادئ والقيم .
ولم يتوقف أعداء الإسلام عند هذا الحد ولكنهم لم ينسوا أطفالنا وأمل أمتنا فقد خصصوا لهم قنوات تعلمهم وتزرع فيهم حب القتل وتسهل لهم طريق الجريمة والإرهاب.
ومن الآثار السلبية المترتبة على سلوكــ أطفالنا ..
العدوانية والتمرد على الكبار ...والدعوة إلى التدخين وإدمان المخدرات وتلقنهم فنون الغزل والعشق كما أفسدت لغتهم العربية لغة القران الكريم.
ولهذا يجب على الآباء والأمهات الانتباه لأبنائهم وعدم تركهم من غير رقابة .
وبما أن فضائياتنا العربية فيها الكثير والكثير من الانحلال والفساد والتخريب والتدمير لعقول شبابنا من الجنسين ....
لا ننسى أيضاً أن هناكـ بالمقابل قنوات إسلامية ملتزمة تهدف إلى الخير والصلاح وتدعوا إلى الطهر والعفاف والأخلاق الحميدة وهناكــ أيضاً قنوات مخصصة لتلاوة القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار.
والإنسان العاقل سواءً كان شاباً أو فتاة يعرف ماذا يختار....لأن ديننا الإسلامي الحنيف لم يتركنا هكذا ولكنه وضح لنا كل شيء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة..
احب ان اختم موضوعي بهذه القصيدة للكاتب عائض البدراني ...
شبابُنا ضاع بين الدشُّ والقدمِ *** وهام شوقاً فمالَ القلبُ للنغمِ
يقضي لياليه في لهوٍ وفي سهرِ *** فلا يفيق ولا يصحو ولم ينمِ
يقلّب الطرفَ حتى كل من نظرٍ *** إلى قناة تبثُّ السم في الدسمِ
فقلّد الغرب حتى فاقهم سفهاً *** وضاق بالدين والأخلاق والقيمِ
أرى سموماً أتت من اعلام يرسلها *** إلى شبابٍ هوى في حالك الظلمِ
أرى شباكاً من الأشرار قد نصبت *** فما تصيد سوى الغربان والرخمِ
كفى صدوداً عن الإسلام ويحكمُ *** فالعمرُ فانٍ وحانت ساعة الندم
أعمالكم يا عباد الله قد كُتبت **** ملائك الله خطّت ذاك بالقلمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحدو *** اوحطموا الكفر بالأقدام والهممِ
دعوا الحداثة والتغريب واتبعوا *** نهجاً قويماً يُضيء الدرب للأممِ
هذا كتابٌ من الرحمن أنزله *** على البرية من عرب ومن عجم
قد ضلَّ من يبتغي في غيره شرفاً *** وبات يغرق في مستنقع وخمِ
وهذه سنة المختار بينكمُ *** من مال عنها ورب البيت ينهزمِ
يمكنك تحميل الموضوع من المرفقات
- المرفقات
- تأثير القنوات الفضائية على السلوك الاجتماعي.txt
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (14 Ko) عدد مرات التنزيل 1