قصة خباب بن الأرت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة حدثت قبل بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) وسبب نزول السورة التي تحكي القصة وهي سورة البروج . أن خباب بن الأرت وهو من صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم) وقد كان عبداً عند امرأه كافره فلما أسلم جردوه من ملابسه ووضعوه على الجمر الملتهب فأصابه الاغماء فلما أفاق ذهب للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يحبو وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) جالس عند الكعبه فقال له يا رسول الله أفلا تدعوا لنا أفلا تستنصر لنا .
فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) كان فيمن قبلكم يؤتي بالرجل فيحفر له الحفرة يوضع فيها إلى نصفه ثم يؤتي بالمنشار فيوضع في مفرق رأسه ويُشق نصفين لا يرده ذلك عن دينه.
والله ليُتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون "
ولكن ما قصه هذا الرجل الذي ذكره النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحديث .
قال تعالى : " وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿١﴾ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿٢﴾ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿٣﴾ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿٤﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧﴾ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ " . قصة أصحاب الأخدود.
وزمن هذه القصة ما بين رفع سيدنا عيسى للسماء وبعثة النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (صلى الله عليه وسلم)
" كان فيمن كان قبلكم ملك " وقد ادعى هذا الملك الالوهيه وكان الناس يعبدوه –
" وكان له ساحر وجليس فلما كبر الساحر قال للملك إني قد كبرت فابعث إليَّ غلاماً أعلمه السحر فبعث إليه غلاماً يعلمه فكان في طريقه راهب في صومعته فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مرّ بالراهب وقعد إليه فيتأخر عن الساحر فيضربه فشكى ذلك للراهب فقال : إذا خشيت الساحر فقل حبسنى أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر . فبينما هو كذلك إذ أتى على دابه عظيمه قد حبست الناس فقال . اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟ فأخذ حجراً فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابه – حتى يمضى الناس " فرماها فقتلها " – أي رمى الدابه بالحجر فترك الساحر ولم يعد يذهب إليه .
بعد ما قتل الغلام الدابه ذهب للراهب وقص عليه ما حدث. قال (صلى الله عليه وسلم) " فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب : أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى . فإن ابتليت فلا تدل عليَّ " ..
ثم ان الله عز وجل قد أعطى هذا الغلام كرامه والكرامه هي أمر خارق للعاده يظهره الله على يد رجل صالح تثبيتاً له .
وكانت كرامة هذا الغلام أن دعاءه مستجاب وكان يداوي المرضى من العمى والبرص.
قال (صلى الله عليه وسلم) " وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيره . وقال للغلام ما ها هنا لك أجمع . إن أنت شفيتني " – أي كل هذه الهدايا لك لو شفيتني – " فقال إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله . فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك . فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس . فقال له الملك : من ردّ عليك بصرك؟ قال ربي . قال : ولك ربُّ غيري ؟ قال : ربي وربك الله . فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام فجئ بالغلام فقال له الملك : أي بني . قد بلغ من سحرك ما تبرئ الاكمه والأبرص وتفعل وتفعل . فقال : إني لا أشفي أحداً . إنما يشفي الله . فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الراهب . فجئ بالراهب فقيل له ارجع عن دينك . فأبى " أي رفض – " فدعا بالمنشار " أي أمر الملك جنوده أن يأتوا بالمنشار ." فوضع المنشار في مفرق رأسه . فشقه حتى وقع شقاه .ثم جئ بجليس الملك فقيل له : ارجع عن دينك فأبى . فوضع المنشار في مفرق رأسه . فشقه به حتى وقع شقاه .
ثم جئ بالغلام فقيل له : ارجع عن دينك . فأبى . فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه " أي أن الملك قال لحراسه " خذوه اذهبوا به إلى جبل كذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه . فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت . فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك – فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ " – أي أين الجنود – " فقال الغلام كفانيهم الله . فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قُرقُور" أي قارب صغير – " وتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه . فذهبوا به فقال . اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينه فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك . فقال له الملك : – ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهم الله . فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمُرُك به . قال وما هو : قال : تجمع الناس في صعيدٍ واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي . ثم ضع السهم في كبد القوس . ثم قل باسم الله رب الغلام . ثم ارمني فانك إذا فعلت ذلك قتلتني .
فجمع الناس في صعيدٍ واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم . فمات . فقال الناس آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر ؟ قد والله نزل بك حذرك " أي قال أصحاب الملك له لقد حدث ما كنت تحذره فأشار عليه أصحابه بأن يحفر اخدوداً قال (صلى الله عليه وسلم) " قد آمن الناس فأمر بالاخدود في أفواه السكك " والاخدود هو الحفرة الكبيره فأمر الملك بأن تضرم النيران في الاخدود – " وقال . من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها . ففعلوا حتى جاءت إمرأه ومعها صبي فتقاعست أن تقع فيه " أي خافت على نفسها وعلى رضيعها فأنطق الله الرضيع وقال لها " يا أماه أصبري فأنك على الحق " وبعد ذلك زادت النيران والتهمت كل أهل القرية من العصاه ومعهم الملك وجنوده .
ونستفيد من هذه القصة أن من يتوكل على الله لا يخذله أبداً
قال تعالى في حديثه القدسي " أنا عند ظن عبدي بي " فاثبت وتوكل على الله "
أما سوء الظن في الله هو الذي يجعل الانسان غير واثق بالله .
جزاكم الله خيراً كثيراًُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.