هذه الأبيات بعضها للرندى وبعضها لشاعر مجهول ------
من رثاء الأندلس
*******************
لثكلك كيف تبتسم الثغور = سرورا بعدما بئست ثغور
لقد قصمت ظهور حين قالوا = أمير الكافرين له ظهور
لقد خضعت رقاب كن غلبا = وزال عتُوها ومضى النفور
وهان على عزيز القوم ذل = وسامح فى الحريم فتىً غيور
ونح واندب رفاقا فى فلاة = حيارى لا تحط و لا تسير
--------------------------------------------------
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
يا من لذلة قوم بعد عزهم = = أ حال حالهم كفر و طغيان
بالأمس كانوا ملوكا فى منازلهم = واليوم هم فى بلاد الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم == عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم === لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يا رب أم و طفل حيل بينهما == كما تفرق أرواح و أبدان
وطفلة مثل حسن الشمس إذ طلعت== كأنما هى ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه مكرهة == والعين باكية والقلب حيران
======================================
نذور كان للأيام فيهم == بملكهم قد وفت النذور
فإن قلنا العقوبة أدركتهم = وجاءهم من الله النكير
فإنا مثلهم وأشد منهم == نجور وكيف يسلم من يجور
أنأمل أن يحل بنا انتقام = وفينا الفسق أجمع والفجور
وأكل للحرام ولا اضطرار = إليه فيسهل الأمر العسير
يزول الستر عن قوم إذا ما = على العصيان أرضيت الستور
تجاذبنا الأعادى باصطناع == فينجذب المخول والفقير
فباق فى الديانة تحت خزىٍ = تثبطه الشويهة والبعير
أنعمى عن مراشدنا جميعا = وما إن منهم إلا بصير
ونلقى واحد ويفر جمع == كما عن قانص فرت حمير
--------------------------------------------------------
أصابها العين فى الإسلام فارتزأت == حتى خلت أقطار وبلدان
ماذا التقاطع فى الإسلام بينكم == وأنتم يا عباد الله إخوانا
لمثل هذا يذوب القلب من كمد == إن كان فى القلب إسلام وإيمان
-------------------------------------------------------------------
أما و أبى مصاب هدَ منه == ثبير الدين فاتصل الثبور
ألم تك معقلا للدين صعبا== فذلل ه كما شاء القدير
وكانت دار إيمان وعلم == معالمها التى طمثت تنير
فعادت دار كفر مصطفاة == قد اضطربت بأهليها الأمور
مساجدها كنائس أى قلب == على هذا يقر ولا يطير
------------------------------------------------------------
دهى الجزيرة أمرا لا عزاء له == هوى له ( أحد ) وانهد (ثهلان )
تبكى (الحنيفية البيضاء ) من اسف = كما بكى لفراق الألف هيمان
على ديار من الإسلام خالية = == قد أقفرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما = فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب تبكى وهى جامدة == حتى المنابر ترثى وهى عيدان
---------------------------------------------------------------------
أليس بنا أبى النفس شهم == يدير على الدوائر إذ تدور
خذوا ثأر الديانة وانصروها = فقد حامت على القتلى النسور
ولا تهنوا وسلو كل عضب == تهاب مضاربا منه النحور
وموتوا كلكم فالموت أولى = بكم من أن تجاروا أو تجوروا
أصبرا بعد سبى وامتحان == يلام عليهما القلب الصبور
فأم الصبر مذكار ولود === وأم الصقر مقلات نزور
مضى الإسلام فابك دما عليه= فما ينفى الجوى الدمع الغزير
ولاتجنح إلى سلم وحارب == عسى أن يجبر العظم الكسير
ألا رجل له رأى أصيل == به مما نحاذر نستجير
يكر إذا السيوف تناولته = وأين بنا إذا ولت كرور
يبادر خرقها قبل اتساع = لخطب منه تنخسف البدور
يوسع للذى يلقاه صدرا == فقد ضاقت بما نلقى الصدور
----------------------------------------------------------
يا غافلا وله فى الدهر موعظة== إن كنت فى سنة فالدهر يقظان
وماشيا مرحا يلهيه موطنه === أبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها = وما لها مع طول الدهر نسيان
يا راكبين عتاق الخيل ضامرة = كأنها فى مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة = كأنها فى ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر فى دعة = لهم بأوطانهم عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس = فقد سرى بحديث القوم ركبان
ألا نفوس أبيات لها همم = أما على الخير أنصار وأعوان
-----------------------
---------------
-------
---